محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


كل سبت

العالم يتجه إلى بكين

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 22 ديسمبر 2023 - 07:50 م

الحرب الروسية الاوكرانية دخلت عامها الثانى دون أى مؤشرات تنبأ بقرب نهايتها مازالت تتصدر المشهد العالمى وقد ضربت اقتصاديات العالم المنهك من تبعات فيروس كورونا تلك الحرب التى لم تتوقف تأثيراتها على الاقتصاديات العالمية فحسب بل تؤسس لنظام عالمى جديد تتصدر الصين مشهده.

الصين تأخذ منحنى سياسيا مغايرا فهى لم تقم وحتى هذه اللحظة بإدانة الغزو الروسى لأوكرانيا لا بل كانت قد قدمت إلى موسكو أسلحة متطورة لتواجه الغرب..

بكين تعرف اليوم أنها مستهدفة وبشدة من قِبَل أمريكا فى صراع الأقطاب وأنها تتقدم على روسيا فى أولويات الصراع بالنسبة لواشنطن بحثاً عن زعامة العالم واستمرار تصدره لكنها مع ذلك تدير معركتها بثقة وهدوء ولا تنجر للاستفزازات وتركز على بناء أقوى وأكبر اقتصاد فى العام مع الاهتمام بالقوة العسكرية الضاربة التى باتت تملكها.

الصين اليوم باتت قطباً عالمياً رئيسياً لا يقل نفوذاً وقوة عن القطب الأمريكى الغارق فى صراعات وأزمات متعددة قد تطيح به من الصدارة لصالح بكين القادمة للمرتبة الأولى بقوة والعالم كله يعرف أن الصين قادمة إلى الصدارة لا محالة.

الغرب يعلم اليوم قوة الصين وشاهدنا المانيا وبريطانيا تنضمان إلى فرنسا لمطالبة الصين من أجل القيام بدور نشط فى إيجاد مخرج للحرب الدائرة فى أوكرانيا منذ 20 شهرا وكانت بكين قدمت خطة للسلام فى اوكرانيا فى فبراير الماضى مكونة من 12 بندا واعتبرها الغرب وقتها منقوصة ومتحيزة لروسيا لأنها لم تنص صراحة على دعوة موسكو لسحب كامل قواتها من الأراضى الأوكرانية والاعتراف بسيادة كييف اضطر الغرب مجبرا للركض إلى بكين للمساعدة فى انهاء الحرب رغم ان واشنطن المتزعمة للحرب تضع الصين فى رأس المستهدفين وتهدد واشنطن بفرض عقوبات متتالية على بكين التى تعتبرها المنافس الأول لأمريكا على صدارة المشهد العالمى وبكين تعلم ذلك وتسير فى طريقها بهدوء وثقة واليوم يلجأ الغرب لها وهى قادرة على ضبط المشهد فهل ستستجيب بكين وتتدخل وأمريكا تتربص بها ولو تدخلت هل ستعترف واشنطن بدور بكين المؤكد أن الأيام القادمة مليئة بالمفاجآت للعالم.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة